في مدينة صغيرة نائية، عاش شاب يدعى سامي يعاني من كوابيس متكررة تزداد سوءاً كل ليلة، حتى لم يعد يفرق بين الحلم والواقع. بعدما بدأ يتذكر ماضيه المظلم والليلة التي قتل فيها أصدقائه، انقلبت حياته إلى كابوس لا ينتهي. ومع مرور الوقت، اكتشف أن الرعب الحقيقي كان يكمن في أعماق عقله. في النهاية، وجده الجيران ميتًا في غرفته، تاركًا خلفه دفتر مذكرات غامض يحوي جملة واحدة: "الرعب الحقيقي هو ما نخفيه في أعماق عقولنا."
الكوابيس الأولى :
في مدينة صغيرة نائية، عاش شاب يدعى سامي. كان سامي شابًا عاديًا، يعمل في محل بقالة محلي وكان محبوبًا من الجميع. لكن سامي كان يعاني من كوابيس متكررة. كانت الكوابيس تبدأ عادةً بمشهد من حياته اليومية، لكنه سرعان ما يتحول إلى شيء مظلم ومخيف. كان يرى وجوهًا مشوهة، وأماكن مظلمة، وأصواتًا هامسة تملأ الهواء.
في البداية، كان سامي يعتقد أنها مجرد كوابيس عابرة، لكنه سرعان ما أدرك أن هناك شيئًا أكبر يحدث. كانت الكوابيس تزداد سوءًا كل ليلة، وبدأ يشعر بأنه يفقد عقله. كان يستيقظ في منتصف الليل، متعرقًا ومرعوبًا، ويشعر بأن هناك شخصًا ما يراقبه من الظلام.
البحث عن الحقيقة :
لم يكن سامي يستطيع العيش بهذه الطريقة. قرر أن يبحث عن مساعدة، فذهب إلى طبيب نفسي محلي يدعى الدكتور ماجد. كان الدكتور ماجد معروفًا بقدرته على مساعدة الناس على التعامل مع مخاوفهم وأحلامهم. استمع الدكتور ماجد إلى سامي بعناية، وأوصى ببدء جلسات علاجية منتظمة.
خلال الجلسات، حاول الدكتور ماجد فهم ما يجري في عقل سامي. كان سامي يتحدث عن الكوابيس بتفصيل دقيق، وكان يتذكر كل التفاصيل المرعبة. بدأ الدكتور ماجد يشك في أن هناك شيئًا من ماضي سامي يؤثر عليه بهذه الطريقة.
الذكريات المنسية :
مع مرور الوقت، بدأ سامي يتذكر أشياء من ماضيه كان قد نسيها تمامًا. تذكر طفولته في منزل قديم مهجور كان يعيش فيه مع والديه. تذكر الليالي التي كان يسمع فيها صرخات غريبة من الطابق السفلي، والوجوه المشوهة التي كانت تلاحقه في أحلامه.
ثم تذكر شيئًا آخر. تذكر الليلة التي قتل فيها أصدقائه. كانوا مجموعة من الأصدقاء المقربين، قرروا قضاء ليلة في الغابة المجاورة. كانوا يمزحون ويضحكون، لكن الأمور سرعان ما تحولت إلى مأساة. لم يتذكر كيف بدأت الأمور، لكن تذكر كيف انتهت. كانت يداه مغطاة بالدماء، وأصدقائه ملقون على الأرض بلا حياة.
المواجهة مع الذات :
بعد أن تذكر سامي كل شيء، شعر بالرعب الحقيقي. كان يعلم أن الكوابيس لم تكن مجرد أحلام، بل كانت ذكريات من ماضيه المظلم. بدأ يشعر بأن هناك شيئًا داخله، شيئًا يريد الانتقام منه. كانت الهمسات تزداد قوة، والصور تزداد وضوحًا.
في إحدى الليالي، استيقظ سامي ليجد نفسه في الغابة التي دفن فيها أصدقائه. لم يكن يعلم كيف وصل إلى هناك، لكنه كان يشعر بأن هذا هو المكان الذي يجب أن يكون فيه. كان المكان مظلمًا وباردًا، وكان يشعر بأن هناك عيون تراقبه من كل مكان.
بدأ يسير ببطء نحو المكان الذي دفن فيه أصدقائه. كان يشعر بأن الأرض تتنفس تحت قدميه، وكأنها تحاول التحدث إليه. عندما وصل إلى المكان، رأى ظلالًا تتحرك حوله. كانت الوجوه المشوهة تظهر وتختفي، وكانت الهمسات تتحول إلى صرخات.
النهاية :
في تلك اللحظة، شعر سامي بأن عقله ينفجر. لم يعد يستطيع التمييز بين الحلم والواقع. كانت الهمسات تتحدث عن الانتقام، والموت، والأسرار المظلمة. كان يشعر بأن الجدران تضيق عليه، وأنه لا يوجد مخرج.
بدأ سامي يصرخ، لكن صوته كان مكتومًا. شعر بألم حاد في رأسه، وكأنه يتمزق من الداخل. بدأت الصور تظهر بشكل أوضح، وبدأ يتذكر كل شيء بتفصيل دقيق. كان يعلم أن هذه هي النهاية، وأنه لن يتمكن من الهروب من رعبه الداخلي.
في الصباح التالي، وجد الجيران جسد سامي في غرفته، ملقى على الأرض وعيونه مفتوحة على اتساعها، تعبر عن رعب لا يوصف. لم يكن هناك أي علامة على العنف الخارجي، لكن الأطباء قالوا إن سبب الوفاة كان انهيارًا عصبيًا حادًا.
ترك سامي وراءه دفتر مذكرات، مليء برسائل غامضة وكلمات غير مفهومة. وكان الدفتر ينتهي بجملة واحدة فقط: "الرعب الحقيقي هو ما نخفيه في أعماق عقولنا."