أسطورة النداهة : قصة مرعبة من التراث المصري

 في أعماق الريف المصري، حيث تمتد الحقول وتنتشر القرى الصغيرة، تدور حكايات كثيرة عن كائنات وأساطير قديمة تثير الرعب في قلوب السامعين. واحدة من أكثر هذه الحكايات شهرة هي "أسطورة النداهة".

من هي النداهة؟ :

النداهة هي كائن أسطوري يظهر في القرى المصرية، خاصة تلك القريبة من المياه، سواء كانت أنهاراً أو بحيرات. تُصور النداهة على أنها امرأة جميلة جداً، بصوت عذب يسحر كل من يسمعه. لكن جمالها وصوتها يخفيان خطراً قاتلاً.

القصة التقليدية:

تقول الأسطورة إن النداهة تظهر في الليل، تنادي بأسماء الأشخاص المارين قرب الأماكن المائية. من يستجيب لندائها يسير نحوها مسحوراً، ولا يعود أبداً. يُقال إن النداهة تسحب ضحاياها إلى المياه حيث يلقون حتفهم. بعض الروايات تذكر أن النداهة تأخذ الضحايا إلى عالم تحت الماء حيث تبقيهم أسرى.

جذور الأسطورة :

يُعتقد أن أسطورة النداهة قد تكون نشأت من الخوف الفطري لدى الإنسان من المياه العميقة والمجهول. في الريف، كان الناس يعتمدون على المياه للبقاء، لكنهم كانوا يعلمون أيضاً أنها يمكن أن تكون مصدر خطر كبير. لذا، من الممكن أن تكون هذه الأسطورة وسيلة لتحذير الناس من الاقتراب من المياه في الليل.

حكايات مرعبة :

تتعدد القصص عن النداهة في التراث الشعبي. في إحدى القصص، يحكى عن شاب كان يسير ليلاً قرب النهر عندما سمع صوتاً ينادي باسمه. لم يستطع مقاومة النداء، فتبع الصوت حتى اختفى في المياه. في الصباح، وجد القرويون حذاءه عند ضفة النهر، لكنه لم يظهر مجدداً.
في قصة أخرى، تروي امرأة أنها سمعت النداهة تناديها بينما كانت في طريقها إلى بيتها ليلاً. عرفت القصة جيداً، فهربت بسرعة إلى منزلها دون أن تستجيب للنداء. تقول إنها سمعت صوت النداهة الغاضب خلفها، لكن لم يجرؤ أحد على التحقق من ذلك.

تأثير الأسطورة في الثقافة الشعبية :

رغم أن أسطورة النداهة قد تبدو مرعبة، إلا أنها تعتبر جزءاً مهماً من التراث الشعبي المصري. تُروى هذه القصص لتسلي الأطفال وتخويفهم من مخاطر الليل، لكنها أيضاً تعكس الفولكلور الغني والمتنوع الذي يتميز به المجتمع الريفي المصري.
في النهاية، سواء كانت النداهة حقيقة أم خيال، تبقى هذه الأسطورة واحدة من الحكايات التي تثير الرعب والفضول في نفوس الناس، وتذكرنا دائماً بأن وراء كل أسطورة هناك حكاية تنتظر أن تُروى.