أحدث المقالات

المرآة الملعونة


المرآة الملعونة

في ليلة مظلمة وهادئة، قررت "سارة" البحث عن تحف قديمة في متجر التحف بالمدينة. وبينما كانت تتجول في المتجر، جذبت انتباهها مرآة قديمة جميلة بإطار ذهبي مزخرف. شعرت بانجذاب غريب نحوها، وقررت شراؤها ووضعها في غرفة نومها.
عندما وضعت سارة المرآة في غرفتها، بدأت تلاحظ أشياء غريبة تحدث. كلما نظرت إلى المرآة، شعرت بشخص ما يراقبها من الجانب الآخر. كانت تشعر ببرودة غير طبيعية تملأ الغرفة، وبدأت تسمع همسات خافتة تتردد في أذنيها.
في إحدى الليالي، استيقظت سارة على صوت خربشة قادمة من المرآة. عندما اقتربت منها، رأت شيئًا مرعبًا: انعكاسها في المرآة لم يكن يتحرك بنفس حركاتها، بل كان يحدق فيها بعينيه المتسعتين ويبتسم ابتسامة شريرة.
حاولت سارة التخلص من المرآة، لكنها اكتشفت أنها لا تستطيع تحريكها من مكانها. بدأت تشعر بالخوف والرعب يتسللان إلى قلبها، وبدأت تراودها كوابيس مرعبة كل ليلة.
في ليلة أخيرة، قررت سارة كسر المرآة للتخلص منها نهائيًا. لكن عندما كسرتها، خرجت منها روح شريرة بدأت تملأ الغرفة وتحيط بها. شعرت سارة بأنها تُسحب إلى داخل المرآة، وقبل أن تختفي تمامًا، سمعت صوتًا يقول: "الآن، ستبقين معي إلى الأبد."
وفي الصباح التالي، وجد أصدقاء سارة الغرفة فارغة، والمرآة محطمة. لم يعثروا على أي أثر لها، لكنهم كانوا يشعرون بأن هناك شيئًا غير طبيعي في تلك الغرفة. ومنذ ذلك الحين، بقيت المرآة الملعونة تجذب أرواحًا أخرى لتصبح حبيسة داخلها إلى الأبد.
بعد اختفاء سارة، انتشرت قصتها في المدينة بسرعة. الجميع كان يتحدث عن المرآة الملعونة وكيف اختفت سارة دون أثر. بدأ الناس يتجنبون الاقتراب من منزلها، وتجنبوا ذكر اسمها خوفًا من أن تجلب عليهم اللعنة.
بعد بضعة أشهر، قررت "ليلى"، صديقة سارة المقرّبة، أن تكتشف حقيقة ما حدث. لم تستطع تجاهل إحساسها بأن سارة ما زالت موجودة بطريقة ما، وأن هناك شيئًا يجب أن تفعله لإنقاذها. جمعت ليلى شجاعتها وذهبت إلى منزل سارة في ليلة مقمرة.
دخلت ليلى المنزل بحذر، وشعرت ببرودة غير طبيعية تملأ المكان. عندما وصلت إلى غرفة النوم، رأت المرآة المكسورة وما تبقى منها على الأرض. فجأة، بدأت تسمع همسات خافتة كانت تبدو وكأنها صوت سارة تطلب المساعدة.
جمعت ليلى شظايا المرآة وحاولت إعادة تجميعها. عندما كانت تضع آخر قطعة في مكانها، شعرت بقوة غريبة تجذبها نحو المرآة. فجأة، وجدت نفسها في عالم آخر، مكان مظلم وبارد، مليء بالظلال والأرواح الهائمة.
في هذا العالم الغريب، رأت ليلى سارة، كانت محبوسة داخل قفص زجاجي. ركضت نحوها وحاولت كسر القفص، لكن الروح الشريرة التي كانت تسيطر على المرآة ظهرت فجأة. كانت تشبه امرأة ذات عيون حمراء وشعر طويل يتطاير حولها كأنه ألسنة اللهب.
تحدثت الروح بصوت مهيب: "لقد جلبتني إلى هنا، والآن ستنضمين إليها. لا أحد يستطيع الهروب من قبضتي."
لكن ليلى لم تكن تنوي الاستسلام. تذكرت شيئًا قرأته عن المرآة القديمة، وأنها كانت تحتوي على قوة تستطيع تحرير الأرواح المحبوسة إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح. قامت بإحضار مرآة صغيرة كانت تحملها في حقيبتها، وعكست ضوء القمر نحو الروح الشريرة.
بدأت الروح تصرخ وتتلاشى ببطء، حتى اختفت تمامًا. تحطم القفص الزجاجي، وتمكنت سارة من الخروج. احتضنت ليلى سارة وبدأتا بالبحث عن مخرج من هذا العالم المظلم. بفضل الشجاعة والصداقة القوية بينهما، تمكنتا من العودة إلى العالم الحقيقي.
بعد عودتهما، قررت ليلى وسارة التخلص من المرآة الملعونة نهائيًا. أخذتاها إلى مكان بعيد وأحرقتاها تمامًا، حتى لا تتسبب في أذى لأحد آخر. ومنذ ذلك الحين، عاشتا بسلام، وهما تعلمان أن الصداقة والشجاعة يمكنهما التغلب على أي شر.

إرسال تعليق

مرحبا بكل الزائرين في المدونة 👋 اتمني ان تقرآ هذه السطور قبل التعليق حتي لايحذف تعليقك.. يمكن طرح الأسئلة 💬 التصرّف بتحضّر واحترام 😐 الالتزام بموضوع المقالة ✅

أحدث أقدم
header ads
header ads
header ads